طور العلماء نوعاً من الأجهزة تستخدم أصواتًا مركزة لمنع الطيور من الإصطدام بالهياكل طويلة القامة، أو التجمع في أماكن غير مرغوب بها وخطرة، ويعتقد العلماء أنه يمكن إستخدام هذه الأجهزة لمنع وفيات الملايين من الطيور كل عام بسبب إصطدامها بطواحين الرياح.
وإذا تم أخذ الهياكل الأخرى مثل أبراج الهواتف المتنقلة والمباني العالية في الاعتبار، فأن عدد وفيات الطيور الناجمة عن الاصطدامات يصل إلى المليارات، وفي الوقت نفسه تتسبب الطيور في كمية هائلة من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية البشرية، حيث تتغذى على المنتجات الزراعية وتطير بإتجاه الطائرات.
إبتكار تقنية لتفريق الطيور عند الخطر
وردًا على هذه المشاكل، ساعد عالم الأحياء السلوكي الدكتور جون سوادل على تطوير حلول تكنولوجية تستخدم موجات صوتية لدفع الطيور بعيدًا عن المناطق التي قد تسبب فيها اضطرابات. وقال الدكتور سوادل للحضور في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم: “إن المعرفة الأساسية لكيفية تصرف الطيور والاستجابة لها تساعدنا على استنتاج هذه التقنيات والحلول الجديدة”.
ومتعاونًا مع شركائه “سونيك للشبكات” و “المنارات الصوتية” فإنه قد تم تطوير مشروعين لمكافحة هذه المشكلة، وقد تم بالفعل اختبار “شبكات سونيك” على نطاق واسع، ومن المعروف أنها أجهزة فعالة للحد من أعداد الطيور في مواقع محددة مثل حقول المحاصيل كاملة النضج.
آلية عمل هذه التقنية الجديدة
ينبعث من المكبرات الصوتية في هذه الأجهزة ضوضاء تسمى ب “الضوضاء الوردية” المصممة لتعطيل وسائل الاتصال بين الطيور وللحيلولة دون تجمعهم، فالطيور التي لا يمكنها “التحدث” لبعضها البعض هي أيضًا غير قادرة على تحذير بعضهم البعض عند الاقتراب من الخطر، فهذه الضوضاء من شأنها جعل الطيور عصبية، وهذا يعني أنها سوف تتفرق بسرعة.
يقول الدكتور سوادل: “الفكرة هي أننا نبث أصواتا تتداخل مع الطريقة التي تتفاعل بها الطيور مع بعضها البعض”، أما ” المنارات الصوتية” لها مفهوم أحدث، حيث أن الدكتور سوادل يرى إمكانية تطبيقها على نطاق واسع لمنع اصطدام الطيور بطواحين الرياح على وجه الخصوص.
وقال الدكتور سوادل ” هناك اهتمام كبير بتطوير طاقة الرياح القريبة من الشاطئ أو في عرض البحر، فإن وضع هياكل كبيرة وفي مواضع متفرقة تشبه مفرمة اللحم في السماء لن تكون جيدة للطيور”.
أهمية هذه التقنية في الحفاظ على حياة الطيور
وقال مؤكدًا “نحن نعلم أن هناك خطر على الطيور، وهذا الخطر لا ينتشر بالتساوي في جميع أنحاء العالم حيث أنها تتركز في مناطق معينة، كما الرياح تتركز في مناطق طواحين الرياح، وهذا هو المكان الذي تتركز فيه حركة الطيور أحيانًا، وخاصة أثناء هجرة الطيور “.
ويمكن استخدام مكبر الصوت الاتجاهي الذي يتم تركيبه على طواحين الرياح لتنبيه الطيور بأنها تقترب من الخطر، حيث أن دراسة سلوك الطيور تشير إلى أنه عندما تكون الطيور في إحدى الرحلات فإنها توجه تركيزها إلى الأمام، حيث تقع عيونهم على جانبي رؤوسهم، وبينما قد تتحول رؤوسهم من جانب إلى آخر للنظر إلى أسفل، فإن رؤيتهم الأمامية لا تكون في ارتفاع يسمح لهم بارؤية الجيدة.
وقد أكد العلماء أن الطيور ليست مهيأة لوجود هياكل طويلة من صنع الإنسان في بيئتها الجوية،لذلك فأن من شأن هذا المشروع حماية الطيور والمحافظة عليها ومنع ملايين الوفيات السنوية .