مع مرور الأعوام والتقدم في الزمان تتبدل الأحوال دائمًا ولا يطرأ التغير على الإنسان فحسب ؛ وإنما على جميع جوانب الحياة ، وعند النظر بنظرة متفحصة وعمل مقارنة بسيطة بين الماضي والحاضر ، سوف نجد قدر هائل من التطور والتغيير الذي أثر بشكل كامل على مختلف مجالات الحياة ومجالات الدراسة والعمل أيضًا ، ويُعد المجال الإعلامي هو الأكثر تأثرًا بعصر الانفتاح التكنولوجي الذي نحيا به الان عبر تكنولوجيا الاعلام والاتصال المتقدمة .
أهمية وسائل الإعلام
يُعد الإعلام من أهم الأنشطة والمجالات التي تُساهم بقدر كبير جدًا في نشر الوعي والمعرفة وجميع الأخبار المحلية والعالمية في أي مكان ، ولقد كانت وسائل الإعلام في الماضي مقصورة على تناقل الأبيات الشعرية والروايات وغيرها عبر الألسنة ثم استخدام الأوراق والكتابات الورقية وظهور وسائل الإعلام المقروءة مثل الصحف والمجلات ، ومع التقدم أصبح يتم الاعتماد على موجات الراديو في إذاعة مختلف الأخبار ، إلى أن ظهر التلفاز وأصبح وسيلة إعلامية هامة وأساسية في كافة المنازل .
ولم يتوقف التطور الإعلامي عند هذا الحد ؛ بل إن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وعلى رأسها موقع تويتر وموقع فيس بوك والعديد من المواقع الإخبارية المحلية والعربية والعالمية وتطبيقات الويب أصبحت تُساعد على نقل جميع الأخبار والأحداث لحظة حدوثها وهذا ما جعل العالم يبدو في الأذهان كقرية صغيرة جدًا يطلع كل جزء منه على أخبار الآخرين بشكل فوري مهما كان يفصل بينهم مسافات شاسعة .
دور وسائل الاتصال الحديثة في وسائل الإعلام
لقد ساعدت وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة على تطوير الأداء الإعلامي على كافة الأصعدة ، ومن أبرز مظاهر الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة في وسائل الإعلام ما يلي :
-القدرة على تخزين عدد هائل من المعلومات والأخبار الهامة على الأقراص المدمجة والمضغوطة دون الاضطرار إلى تدوينها على الأوراق .
-القدرة على التواصل مع أي شخص والحصول على أي معلومات أو بيانات هامة سواء خاصة بالأشخاص أو الشركات أو غيرها من خلال استخدام الشبكة العنكبوتية ومواقع السيرة الذاتية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، وهذا من شأنه أن يُساعد على الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها الجماهير وتقديمها إليهم بسهولة وسرعة فائقة .
-القدرة على دعم الأخبار التي يتم نشرها أو الإعلان عنها ببعض الصور ومقاطع الفيديو وغيرها من ملفات الوسائط المتعددة ، وهذا من شأنه أن يُعزز من مصداقية الخبر .
-لقد تمكنت الصحافة الإلكترونية التي تتم عبر مواقع الويب المختلفة على التخلص من بعض القيود التي تحيط بالصحافة التقليدية ؛ حيث أنها تقوم بنشر الأخبار المحلية والعالمية ويمكنها تخطي حدود القانون والرقابة أيضًا ، وإن كان هذا الأمر سلاح ذو حدين إلا أنه قد ساعد على نشر العديد من المعلومات والأخبار الهامة بين الجماهير .
-كما أن استخدام تقنيات الحاسوب والإنترنت المختلفة في إعداد البرامج الإعلامية يجعلها أكثر جاذبية وأكثر تميزًا وأعلى دقة أيضًا ويُساعد على توصيلها بسرعة وسهولة وسلاسة إلى الجماهير .
-لقد أثرت مواقع السوشيال ميديا أيضًا في إعداد الكثير من البرامج من خلال عمل العديد من الإحصائيات والاطلاع على آراء الجماهير من مختلف الأعمار بسرعة وسهولة فائقة ومن ثَم إعداد وتقديم البرامج المختلفة بناءً على تلك الآراء والإحصائيات .
-أصبح من الصعب السيطرة على وسائل الإعلام الإلكترونية ولا سيما أن مواقع الويب المختلفة يُمكنها أن تنشر ما تشاء وقتما تشاء دون سطوة الرقابة أو حدود القانون ، وعلى الرغم من تطوير الشرطة الإلكترونية بشكل موازي ؛ إلا أنه من الصعب الوصول إلى أي شخص ينشر أو يروج إلى أخبار كاذبة ولا سيما إذا كان يقوم بنشر الأخبار والمعلومات عبر الإنترنت من بلدان أخرى .
وفي النهاية ؛ فإنه على الرغم من الفوائد الفائقة التي ترتبت على استخدام وسائل الاتصال الحديثة في الإعلام ؛ إلا أنها سلاح ذو حدين وخصوصًا على فئة المراهقين والشباب الذين دائمًا ما يكونون بيئة خصبة للتلاعب بعقولهم ومصائرهم ، ومن هنا لا بُد أن يتم نشر التوعية اللازمة بين طلاب المدارس والجامعات وأن يتم العمل بشكل حثيث على تنمية قدراتهم العقلية والإدراكية عبر استراتيجيات ومقررات التعليم المختلفة ؛ حتى يكونوا قادرين على مجابهة أي أفكار مسمومة تصل إليهم بذكاء .